أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي مؤرخ الديار المصرية. أصله من بعلبك، ونسبته إلى حارة المقارزة (من حارات بعلبك في أيامه) ولد في القاهرة سنة (766 هـ) ونشأ بها وولي فيها الحسبة والخطابة والإمامة مرات، واتصل بالملك الظاهر برقوق، فدخل دمشق مع ولده الناصر سنة 810 هـ. وعرض عليه قضاؤها فأبى. وعاد إلى مصر وتوفي في القاهرة سنة (845 هـ).
هذا الكتاب يتحدث عن أخبار الخلافة الفاطمية، وأخبار أئمة الفاطميين الخلفاء، بادئًا من نسبها والدعوة لها، ومنتهيًا بسقوطها وأفول نجمها. وعرض المؤلف للخلفاء الفاطميين عرضًا تاريخيًّا منظمًا، مع التركيز على السنوات التي حدثت فيها الملمات، من الحوادث والخطوب، وذكر ما عيب على الفاطميين. ويعتبر الكتاب أيضا ديوانًا لمن ملك القاهرة من الخلفاء؛ ويشتمل على جمل من أخبارهم، ويعرب عن أكثر سيرهم، وقد ذكر من خبر أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنهاه بذكر ما صار إليه أولاد الخلفاء الفاطميين، وقد ألَّفه بعد أن أتم كتابه: «عقد جواهر الأسفاط في أخبار مدينة الفسطاط».
أهم كتاب في تاريخ مصر وجغرافيتها وطبوغرافية عاصمتها في العصر الإسلامي، يقدم عرضا شاملا لتاريخ مصر الإسلامية ولتأسيس ونمو عواصم مصر منذ الفتح الإسلامي حتى القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، ويعد اليوم مصدرا لا غنى عنه للمشتغلين بدراسة آثار مصر الإسلامية. فيوفر لنا الكتاب قائمة تفصيلية وأوصافا دقيقة بالقصور والجوامع والمدارس والخوانق والحارات والأخطاط والدور والحمامات والقياسر والخانات والأسواق والوكالات التي وجدت في عاصمة مصر خلال تسعة قرون. وتحدث عن أحوال نيلها وخراجها وجبالها، وكثير من مدنها وأجناس أهلها، وذكر قلعة الجبل وملوكها. وترتكز هذه القائمة في الأساس على الملاحظات الشخصية للمقريزي وعلى مصادر لم تصل إلينا. ولم يرتبه على السنين لعدم ضبط وقت كل حادثة، وإنما جعله مرتبًا على ذكر الخِطط والآثار.
كتاب ذكر فيه المصنف مَن ملك مصر من الملوك الأكراد الأيوبية، والسلاطين المماليك التركية والجركسية، حصر أخبارهم الشائعة، واستقصى أعلمهم الذائعة، وقد حوى الكتاب أكثر ما في أيامهم من الحوادث والماجريات، ولم يعتن فيه بالتراجم والوفيات، لأنه أفرد لها مؤلفًا آخر، وقد سلك فيه التوسط بين الإكثار الممل والاختصار المخل، وقد ألف كتابه هذا بعد إكمال كتابيه: «عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط»، وكتاب «اتعاظ الحنفاء بأخبار الخلفاء»، وهما يشتملان على ذكر من مَلَكَ مصر من الأمراء والخلفاء، وما كان في أيامهم من الحوادث والأنباء، منذ فتحت إلى أن زالت الدولة الفاطمية وانقرضت.