محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الخزرجي، الأندلسي، القرطبي، المالكي أبو عبد الله مفسر، توفي بمنية بني خصيب بمصر في شوال، وهو من كبار المفسرين، رحل إلى الشرق واستقر بمنية ابن خصيب «في شمالي أسيوط، بمصر» وتوفي فيها (671 هـ - 1273 م).
هذا الكتاب يعتبر موسوعة في تفسير القرآن الكريم، وهو من أفضل كُتب التفسير التي عُنيت بالأحكام، مع الاهتمام ببيان أسباب النزول، وذكر القراءات، واللغات ووجوه الإعراب، وتخريج الأحاديث، وبيان غريب الألفاظ، وتحديد أقوال الفقهاء، وجمع أقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف، وقدم المصنف فيه من الاستشهاد بأشعار العرب، وقد نقل عمن سبقه في التفسير، مع تعقيبه على من ينقل عنه، مثل: ابن جرير، وابن عطية، وابن العربي، وإلكيا الهراسي، وأبي بكر الجصاص، وقد أضرب عن كثير من قصص المفسرين، وأخبار المؤرخين، والإسرائيليات، وذكر جانبًا منها أحيانًا، كما رد على الفلاسفة والمعتزلة وغلاة المتصوفة وبقية الفرق، وذكر مذاهب الأئمة وناقشها، ويمتاز هذا التفسير عما سبق من تفاسير أحكام القرآن أنه لم يقتصر على آيات الأحكام فقط، والجانب الفقهي منها، بل ضم إليها كل ما يتعلق بالتفسير.