كتاب جمع فيه صاحبه علمَ من سبقوه مثل: ابن إسحق، والواقدي، وابن سعد، والطبري، وغيرهم على ما في هذه المصادر من بعض المآخذ. فأنشأ ابن خلدون هذا الكتاب فهذب مناحيه، وقربه للأفهام، وذكر من أتى منذ مبدأ الخليقة إلى عهده، وضمَّنه بعضًا من العلوم والحكم، فاحتوى فوائد متعددة ومعارف متنوعة، لم يعتمد فيها على مجرد النقل، بل حكم أصول العادة، وقواعد السياسة، وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني. ويقع الكتابُ في أربعة أقسام، اشتمل القسم الأول على: مقدمة في فضل علم التاريخ، ثم تحدث بإسهاب عن طبيعة العمران في الخليقة. وجاء القسم الثاني ليعالج الانتفاضات التي حدثت من الخوارج وغيرهم. ثم بدأ القسم الثالث بولاية أسفار على جورجان والري، وانتهى بالخبر عن الآثار التي أظهرها في أيامه. واستهل القسم الرابع بالخبر عن فرار أبي إسحاق وبيعة رباح له، وما قارن ذلك من أحداث، وانتهى بولاية القضاء الثالثة والرابعة والخامسة بمصر.
كتاب تاريخي جمع فيه التراجم و الأخبار، فقد كان المصنف شاهد عين للحملة الفرنسية على مصر وللسنين التي عقبتها بقليل، وقد أورد في كتابه هذا تراجم كثيرين من المشاهير بدقة وإسهاب، يبتدئ من فتح السلطان سليم العثماني مصر و ينتهي إلى منتصف حكم محمد علي باشا، وهو مطول ومرتب على شكل وقائع يومية، وهو تكملة وتتمة لتاريخ ابن إياس الذي هو تكملة وتتمة لتاريخ المقريزي.