الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
واحتج الشافعي على أن القبور تسطح بما أخرجه مسلم عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي: أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته، وأخرج أيضًا عن أبي علي الهمداني، قال: كنا مع فضالة ابن عبيد، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوى، ثم قال: سمعت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يأمر بتسويتها، انتهى. قال ابن الجوزي رحمه اللّه في "التحقيق": وهذا محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء الحسن العالي، انتهى. - أحاديث الدفن بالليل: روى ابن ماجه في "سننه" [ابن ماجه في "باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن" ص 110.] حدثنا عمرو بن عبد اللّه الأودي حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد المكي عن أبي الزبير عن جابر، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "لا تدفنوا موتاكم بالليل، إلا أن تضطروا" انتهى. ورواه مسلم عنه [مسلم: ص 306، وأبو داود في "باب في الكفن" ص 93 - ج 2.]، أن النبي عليه السلام خطب يومًا، فذكر رجلًا من أصحابه قبِض، فكفن في كفن غير طائل، وقبر ليلًا، فزجر النبي عليه السلام أن يقبر الرجل بالليل، حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر رجل إلى ذلك، وقال عليه السلام: "إذا كفن أحدكم أخاه، فليحسن كفنه"، انتهى. وفي "المغازي" للواقدي [وابن سعد في "الطبقات" ص 79 - ج 2، القسم الثاني، عن الواقدي، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة به] عن عمرة عن عائشة رضي اللّه عنهما، قالت: ما علمنا بدفن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حتى سمعنا صوت المساحى في السحر، ليلة الثلاثاء، انتهى. قال النووي: المنهي عنه الدفن قبل الصلاة. وأما حديث عقبة [حديث عقبة بن عامر تقدم في "فصل الأوقات المكروهة" ص 250، راجعه]: ثلاث ساعات، الحديث، فهو محمول على من يتحرى الدفن في هذه الأوقات الثلاثة، دون غيرها، ولفظ ابن ماجه يدل على أن المنهي عنه الدفن بالليل، ويدفع تفسير النووي، ويشكل على هذا أن الخلفاء الأربعة دفنوا ليلًا، فحديث أبي بكر في "البخاري" [البخاري في "باب موت يوم الاثنين" ص 186.] عن عائشة رضي اللّه عنها أن أبا بكر رضي اللّه عنه، قال لها: في كم كفن النبي عليه السلام، إلى أن قالت: فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح، وأخرج أبو داود [أبو داود في "باب الدفن بالليل" ص 95 - ج 2، والحاكم في "المستدرك" ص 368 - ج 1.] عن جابر، قال: رأى ناس في المقبرة نارًا، فأتوها، فإذا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في القبر، وإذا هو يقول: ناولوني صاحبكم، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر، انتهى. ورواه الحاكم، وصححه، قال النووي: وسنده على شرط الصحيحين، وأخرج البخاري [البخاري في "باب الأذن بالجنازة" ص 167، قوله: فصففنا، الخ، في: ص 176 - ج 1] عن ابن عباس، قال: مات إنسان كان النبي عليه السلام يعوده، فمات بالليل، فدفنوه ليلًا، فلما أصبح أخبروه بذلك، فقال: ما منعكم أن تعلموني؟ قالوا: كان الليل والظلمة، فكرهنا أن نشق عليك، فأتى قبره، فصلى عليه، فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم، انتهى. وأخرج البخاري. ومسلم [البخاري في ؟غزوة خيبر" ص 609، ومسلم في "الجهاد - في باب حكم الفىء" ص 91 - ج 2.] عن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال أبو بكر: إن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "لا نورث، ما تركناه صدقة"، وأبى أن يدفع إليها شيئًا، فوَجِدت عليه في ذلك، وهجرته: ولم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ستة أشهر، فلما توفيت صلى عليها علي رضي اللّه عنه، ودفنها ليلًا، ولم يؤذن بها أبا بكر، وكان لعليّ من الناس جهةٌ حياة فاطمة، فلما ماتت استنكر وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر، ومبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر، مختصر، أخرجه مسلم في "الجهاد".
|